بالنسبة لتساؤل اﻷخ العزيز أحمد
أقول وب لله التوفيق
أقول لماذا صار المثقفون والمبدعون ينفرون من تساؤﻻت الشباب في التيارات الدينية والسياسية ويحذرون من نقد الشخصيات التي تتبنى هذه اﻷفكار في وسائل اﻹعﻻم .
لماذا صار المثقف يلجم المحاورين و يستعمل سﻻح اﻹرهاب باسم التدين والحساب وباسم الغيبة ﻷنها أكل في لحوم العلماء مرة
ومرة باسم الوحدة المزعومة ومرة باسم عدم التخصص .
بينما السياسيون والمفكرون يطرحون آراءهم العقائدية والسياسية عﻻنية وهي قد تصدم مع القيم الأخلاقية والمبادئ العقائدية الموروثة عن أهل البيت ع ثم يأتي المثقف الواعي ويريد منك أن تتحول إلى حمل وديع وسامع مطيع وإمعة ﻻضارة وﻻنافعة وفي رضا الحزبيين مسارعة .
نحن شيعة ولدينا قيم ومبادئ ﻻنحيص عنها قيد أنملة وهذه المبادئ إن أنت أردت تطبيقها ﻻبد أن ألتزم بكﻻم اﻷئمة عليهم السلام ووصاياهم .
في وصية لهم ع تحذر من الفتن للناس تسعة أعشار السﻻمة في العزلة عن الناس.
وأيضا (كن في الفتنة كابن اللبون ﻻضرع فيحلب وﻻظهر فيركب)
ولذا آية لله العظمى السيد الخوئي قدس سره كان نعم المصداق لمن طبق وصايا أهل البيت ع وصار غرضا وهدفا يرمى من قبل السياسيين الشيعة المنفتحين على حد ادعائهم.
و من شعاراتهم أيضا قولهم نحن من يمثل اﻹسﻻم اﻷصيل والمتحرك والمنفتح ووصموا إسﻻم السيد الخوئي باﻹسﻻم الجامد والمتحجر وسموها بالمرجعية الساكتة والبائسة .
هذا مايقال في زماننا عن القيم والمبادئ التي التزمت بها مرجعية النجف اﻷشرف والمأخوذة عن أهل البيت ع و التي استمر عليها قدوتنا السيد علي السيستاني دام ظله
إذا جئت تريد أن تطبقها على التيارات الدينية والسياسية الشيعية في زماننا الحاضر تجد الدين وقيم اﻹسﻻم ومبادئه الجليلة تصطدم مع بدع وأفكار غريبة عن اﻹسﻻم كوﻻية الفقيه المطلقة وكتفجير النفس في العدو المحتل ووحدة الوجود والموجود .
هذه المبادئ اﻹسﻻمية العظيمة التي التزمت بها حوزة النجف اﻷشرف والمستمدة عن أهل البيت ع والتي انتهجها وطبقها السيد الخوئي واستمر عليها تلميذه السيد السيستاني هي التي أرقت وأزعجت وأغاظت السياسيين الذين ملوا من انتظار اﻹمام الحجة ع وتعجلوا قيام الدولة اﻹسﻻمية قبل قيامه فصاروا يسعون للنيل من المرجعية الصامتة ويسعون ﻹسقاطها وإيهام الناس بأن عصر التقية ببركة وجودهم ولى بﻻ رجعة .
فانبرى من يشكك في مرجعية النجف اﻷشرف ويوهن من مقامها فسماها بمسمى مرجعية الرسالة العملية وفقهاء الحﻻل والحرام كأمثال السيد الحيدري والشيخ اليعقوبي والشيخ ياسر الحبيب لكي يخلو لهم وﻷمثالهم الجو الذي يخططون له .
بل فعلوا ماهو أعظم من ذلك هم وضعوا مقامهم إزاء مقام أهل البيت ع ومقام الحجة المنتظر ع حيث أن فكرة وﻻية الفقيه المطلقة واﻷفكار الصوفية المأخوذة من فكرة وحدة الوجود والموجود أتاحت لهم تطويع الناس وزينت لهم الحصول على منصب الوﻻية العامة والوصاية على الناس وعلى دينهم ومعتقداتهم وجعلوا الناس إمعات تابعة لهم كاﻷنعام وصاروا يقولون مقولة فرعون ﻻأريكم إﻻ ماأرى
وأوهموا الناس بأنهم قاضين حوائجهم وﻻ غنى لهم عن تدبيرهم وبأن اﻷئمة ع غائبون أو مغيبون لن ينفعونكم وﻻيضرونكم وكرروا على الناس مقولة الحاضر يرى ماﻻيراه الغائب .
وبالتأكيد سمعتم مقولة بعضهم عن اﻹمام المنتظر لم ولن يرى .
كتب أحدهم
((الجيل الجديد يحتاج إلى أن يرى المتدينين أكثر لحمة وانسجام لينجذب للتدين
فالعمل الميداني لإصلاح الجيل لهو أفضل وأرقى ))
وكتب شخص آخر ((
وللعلم لسنا من مقلدي السيد رحمه الله، ولا نتبنى بعض آرائه وافكاره.
ولكننا نتحدث من حيث المبدأ، حيث ان مثل هذه الامور بنظرنا هي امور شرعية وعقائدية متخصصة، تبحث في اماكنها الخاصة كالحوزات والمجالس العلمية، ويقوم بهذا الفعل علماء متخصصون وعلى مستوى عال من العلم الشرعي.
اما ان يأتي كل من هب ودب ، ليقذف هذا المرجع ويسقط ذاك، ويكفر ويخرج من الدين ،،،، الخ.
وبالتالي نعم من حق المرجع ان يتكلم عن رأي مرجع آخر ويرده ، ومن حق عالم ان يناقش فكرة عالم آخر في بحث او كتاب. هذا هو ديدن اهل العلم. ولكل رأيه واجتهاده. فإن كان بيننا مجتهد هنا فليتفضل! . اما القص واللصق وتكرار اقوال الآخرين كالببغاء، فهذا اي شخص يستطيع القيام به.
يا اخواني نحن نأكل انفسنا من الداخل، ونكره اجيالنا الجديدة بالدين والتدين بهذا الاسلوب.
لو كان قذف المخطئ وتسقيط شخصه على الملأ وامام العامة، امر شرعي وفيه خير، لقام بهذا العمل مراجع يمتلكون السلطة والنفوذ والمنابر والدول، ولكنهم لم يفعلوا.
((
أخي وعزيزي الغيور على الدين
ليذهب الناس كلهم للجحيم
فلست أنا أو أنت مسؤولين عنهم
نحن مسؤولون غداً عن وﻻية محمد وآل محمد ومدى تمسكنا بمنهاجهم.
الناس لن ينفعوننا في القبر .
إن الذي سينفعنا هو مودة أهل البيت ع .
ومودتهم تتطلب منا بل هي من أوجب الواجبات التبري من منكري فضائلهم ومن المشككين في معاجزهم ومقاماتهم .
جماعتي هداهم لله يرددون كلمة قلدوا فيها نهج المخالفين
قالوا لي أنت عامي والسيد متخصص ومجتهد فإن كان مخطئ فهو مثاب .
قلت لهم لماذا إذا يوجه خطابه لنا وﻻيوجه خطابه للحوزة العلمية.
قلدوا المخالفين في أن المجتهد المخطئ له أجر .
وقلدوهم كذلك في عدالة الصحابة
أي أصبحوا يقولون بعدالة العلماء .
والشيعة الموالون تعلموا من نهج القرآن قال تعالى ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ).
وليس من البرهان الهروب أو السكوت عما شجر بينهم .
هم ﻻ يدعون الناس بل يشككونهم في خطبهم على المنابر وينالون من المطبرين ومن الشعائر الحسينية ومن معاجز أهل البيت ع
وإن دافعت عن الشعائر الحسينية قالوا أنت تمزق وحدة الشيعة وتوهن المذهب .
هل السيد فضل لله والسيد الحيدري وغيرهم سكتوا وصمتوا لأكون ساكتا ؟
هل أحد من العامة فتش وراءهم وصارت الناس ترد عليهم ؟
أم هم من نشر سمومهم الصوفية وأفكارهم؟
هل سكت الراضي عن تضعيف معتقداتنا في أهل البيت عليهم السلام؟
هل كان خﻻف العلماء في الفروع أم في اﻷصول ؟
فلو كان الخﻻف في الفروع فﻻيستدعي الاستنفار أو الاستهجان .
أما الخﻻف على اﻷصول والثوابت فﻻ يجوز للمؤمن الغيور السكوت على نشر المنكر والبدع واﻷفكار المنحرفة والضالة.
ونحن نعلم أن محاربة المبتدعين واﻹنكار عليهم واجبة على كل مسلم وليس على كل عالم .
والعلماء والحوزة هم من بين للناس من هم أصحاب اﻷفكار الضالة والمبتدعة.
ومثال على ذلك وحدة الوجود والموجود وكتب ابن عربي الصوفي الزنديق بدعة ومنكر يجب إنكاره .
ولذا يجب علينا أن نختار إما الخوف من الفتنة في الدين والمعتقدات في عصر غيبة اﻹمام الحجة ع كما لو كنا في عصر النبي موسى ع السامري الذي صنع العجل واستغل أتباع النبي موسى في غيبته .
أو الخوف من زوال الوحدة المزعومة ووقوع فتنة تشتت وتشرذم وحدة الأمة الإسلامية.
فإن اخترت اﻷولى فأنت واثق بأن الذي أمرك بالاعتصام بالعروة الوثقى وهم أهل البيت ونصرة للمعصومين ع أنه سينصرك على معادينهم .
وإن اخترت الثانية أي الوحدة المزعومة وبطلها السابق الشيخ القرضاوي فﻻعاصم لكم اليوم من أمر لله إﻻ من عصم .
فالكثرة والجماعة ﻻتمنع من الوقوع في الخطأ والحق دائما مع القلة ﻻ مع الكثرة .
وﻻ يعرف الحق بالرجال
بل اعرف الحق تعرف أهله .
ثم إذا كان خوفكم من تشتت اﻷمة وخوفكم من تصيد اﻷعداء عند تفرقنا فلماذا ﻻينبع خوفكم على سﻻمة دينكم وعقيدتكم من فتن الدجالين والمشككين باتباعكم لنصائح المرجعية في عدم الانجرار وراء العلماء المنحرفين عقائديا.
وطريق الحق واحد ﻻيتعدد فإما المرجعية الدينية وفيها سﻻمة دينكم .
وإما وحدة الوجود والموجود التي تضم النمرود وإبراهيم وفرعون وموسى والتيجاني والقرضاوي
دمتم بود.